Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

Tafsir Al-Fath/48:2-3, Ampunan Dosa Masa Lalu dan Masa Depan


Allah Subhanahu wa Ta'ala berfirman: 

لِّيَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْۢبِكَ وَمَا تَاَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهٗ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيْمًاۙ

agar Allah memberikan ampunan kepadamu (Nabi Muhammad) atas dosamu yang lalu dan yang akan datang, menyempurnakan nikmat-Nya atasmu, menunjukimu ke jalan yang lurus, (Al-Fatḥ [48]:2)

ٱلتَّفْسِيرُ:

نَزَلَتْ هٰذِهِ ٱلْآيَةُ فِي ٱلنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ﷺ تَكْرِيمًا لَهُ وَرَفْعًا لِمَقَامِهِ، وَلَيْسَ ٱلْمُرَادُ بِٱلْمَغْفِرَةِ أَنَّهُ ﷺ فَعَلَ مَعَاصِي كَمَا يَفْعَلُ ٱلنَّاسُ، بَلْ هِيَ إِعْلَانٌ مِنَ ٱللّٰهِ أَنَّهُ طَهَّرَهُ وَأَكْمَلَ لَهُ ٱلنِّعْمَةَ وَسَيَقُودُهُ دَائِمًا فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلْمُسْتَقِيمِ.

وَٱلسُّؤَالُ هُنَا: مَاذَا نَفْهَمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْآيَةِ إِذَا كَانَ ٱلْخِطَابُ لَنَا نَحْنُ ٱلْمُسْلِمِينَ ٱلْيَوْمَ، وَنَحْنُ لَا نَزَالُ فِي ٱبْتِلَاءَاتٍ كَثِيرَةٍ وَلَسْنَا مَعْصُومِينَ؟

ٱلْمَغْفِرَةُ هُنَا تَعْنِي أَنَّ ٱللّٰهَ يَمْحُو أَخْطَاءَ ٱلْمَاضِي، وَيُخَفِّفُ عَنَّا حِمْلَ ٱلذُّنُوبِ، وَيَهْدِينَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، فَنَعِيشُ حَيَاتَنَا بِقُلُوبٍ أَقْوَى وَأَكْثَرَ ثِقَةً.

وَمَثَلُ ذٰلِكَ: كَرَجُلٍ كَانَ يَتَسَلَّقُ جَبَلًا فَأَخْطَأَ ٱلطَّرِيقَ، ثُمَّ جَاءَهُ رجلٌ يَعْرِفُ ٱلطَّرِيقَ جَيِّدًا، فَصَحَّحَ خَطَأَهُ، وَأَعْطَاهُ خَرِيطَةً وَزَادًا كَافِيًا. هٰذَا ٱلرَّجُلُ لَمْ يَصِلْ بَعْدُ إِلَى ٱلْقِمَّةِ، وَلٰكِنَّهُ يَمْشِي بِاطْمِئْنَانٍ لِأَنَّ طَرِيقَهُ صَحِيحٌ.

وَٱلسُّؤَالُ ٱلثَّانِي: إِذَا كَانَتِ ٱلْمَغْفِرَةُ وَالنعمةُ وَٱلْهِدَايَةُ مَوْعُودًا مِنَ ٱللّٰهِ، فَهَلْ نَجْلِسُ وَلَا نَعْمَلُ؟

ٱلْجَوَابُ: بَلْ هٰذَا ٱلْوَعْدُ يَجْعَلُنَا أن نَتَحَرَّكَ بِشَجَاعَةٍ، لَا نَتَكَاسَلَ. كَمَثَلِ بَحَّارٍ أَصْلَحَ صَدِيقُهُ سَفِينَتَهُ وَأَعْطَاهُ ٱلْخَرِيطَةَ، فَهُوَ يَعْلَمُ أَيْنَ ٱلْمِينَاءُ، وَلٰكِنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَجْتَازَ ٱلْأَمْوَاجَ لِيَصِلَ إِلَيْهَا.

وَٱلْخُلَاصَةُ: أَنَّ ٱلْمَغْفِرَةَ وَالنعمةَ وٱلْهِدَايَةَ مِنَ ٱللّٰهِ تُعْطِي ٱلْقَلْبَ طُمَأْنِينَةً، وَتَجْعَلُ ٱلْخُطُوَاتِ أَثْبَتَ، وَأَنَّ ٱلْفَوْزَ ٱلْحَقِيقِيَّ هُوَ أَنْ نَقْهَرَ ٱلشَّكَّ فِي أَنْفُسِنَا قَبْلَ أَنْ نَقْهَرَ ٱلْعَدُوَّ فِي ٱلْخَارِجِ.



Allah Subhanahu wa Ta'ala berfirman: 

وَّيَنْصُرَكَ اللّٰهُ نَصْرًا عَزِيْزًا


dan agar Allah menolongmu dengan pertolongan yang besar. (Al-Fatḥ [48]:3)

ٱلتَّفْسِيرُ:

هٰذِهِ ٱلْآيَةُ تُخْبِرُ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَمْنَحُ نَبِيَّهُ ﷺ نَصْرًا قَوِيًّا لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى مَنَعِهِ، وَهُوَ نَصْرٌ مَضْمُونٌ مِنَ ٱللّٰهِ.

وَٱلسُّؤَالُ هُنَا: كَيْفَ نَفْهَمُ مَعْنَى هٰذَا ٱلنَّصْرِ إِذَا كَانَ ٱلْكَلَامُ يُوَجَّهُ إِلَيْنَا نَحْنُ ٱلْمُسْلِمِينَ ٱلْيَوْمَ؟

ٱلْجَوَابُ: ٱلنَّصْرُ ٱلَّذِي يَعِدُنَا بِهِ ٱللّٰهُ لَيْسَ فَقَطْ فِي ٱلْمَعَارِكِ أَوِ ٱلصِّرَاعِ ٱلظَّاهِرِ، بَلْ هُوَ نَصْرٌ فِي ٱلْقَلْبِ وَفِي ٱلرُّوحِ أَوَّلًا. هُوَ قُوَّةٌ يَضَعُهَا ٱللّٰهُ فِي ٱلْمُؤْمِنِ فَتَجْعَلُهُ يَثْبُتُ وَلَا يَتَزَعْزَعُ أَمَامَ ٱلْمِحَنِ.

وَمَثَلُ ذٰلِكَ: كَرَجُلٍ يَدْخُلُ مَعْرَكَةً وَقَلْبُهُ مُمْتَلِئٌ بِٱلثِّقَةِ وَٱلشَّجَاعَةِ، فَلَوْ حَاوَلَ ٱلْعَدُوُّ إِسْقَاطَهُ مِرَارًا، لَا يَسْقُطُ لِأَنَّ قُوَّتَهُ لَيْسَتْ فِي سِلَاحِهِ فَقَطْ، بَلْ فِي إِيمَانِهِ أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَهُ.

وَٱلسُّؤَالُ ٱلثَّانِي: إِذَا كَانَ ٱلنَّصْرُ مَضْمُونًا، فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنْ نَنْتَظِرَهُ دُونَ جُهْدٍ؟

ٱلْجَوَابُ: ٱلْوَعْدُ بِٱلنَّصْرِ هُوَ دَافِعٌ لِلْعَمَلِ، لَا عُذْرٌ لِلتَّكَاسُلِ. كَمَا أَنَّ ٱلزَّرَّاعَ يَعْلَمُ أَنَّ ٱلْأَرْضَ ٱلْجَيِّدَةَ سَتُنْبِتُ، وَلٰكِنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَزْرَعَ وَيَسْقِيَ حَتَّى يَرَى ٱلثَّمَرَ.

وَٱلْخُلَاصَةُ: ٱلنَّصْرُ ٱلْعَزِيزُ هُوَ قُوَّةٌ فِي ٱلْقَلْبِ وَثِقَةٌ فِي ٱلنَّفْسِ، تَجْعَلُ ٱلْمُؤْمِنَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِهِ وَهُوَ مُطْمَئِنٌّ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَكْمُلُ لَهُ ٱلْفَوْزَ فِي ٱلنِّهَايَةِ.



Semoga bermanfaat.